القرين الثقافي00201016080881

الفن السريالي فن عالمي فيه يستطيع الفنان ان يعبر عن نفسه بحرية من خلال تشكيلات خيالية, فالسريالية هي منبع الخيال, وكل انسان يمتلك الخيال ولكن ليس كل انسان يمتلك التنفيذ, وانا ارى انني استطيع ان اعبر اكثر من خلال الاسلوب السريالي".
عبدالله القصار
أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أولى مناراته الثقافية في مهرجان القرين الثقافي السادس عشر للفنان الراحل عبدالله القصار, وذلك بحضور الأمين العام بدر الرفاعي والأمين العام المساعد عبدالهادي فاضل العجمي ومدير المهرجان الأمين العام المساعد بالمجلس المهندس علي اليوحة, وجمع كبير من فناني التشكيل ورجال الإعلام والثقافة في الكويت.
قدم أولى منارات ثقافية في القرين الثقافي الدكتور سليمان الشطي الصديق الوفي للراحل عبدالله القصار وزميل الدراسة الذي تحدث عن صداقته بالراحل وكيف كان الراحل حريصاً كل الحرص على فنه ولكنه كان يتميز بفعل ما يريده من دون الاستماع إلى الآخرين, وتذكر الشطي ان الراحل القصار حظي من دون الطلبة في المدرسة بتوفير الألوان وإمكانات الرسم عندما أراد مدرس الرسم ان يمنحه الفرصة للإبداع ولكن الراحل القصار كان يرسم على هواه بعيداً عن ما يريد المدرس منه, لذلك حصل القصار على صفر في مادة التربية الفنية وهذا من عجائب الدنيا, لأن القصار أصبح فيما بعد فناناً كبيراً حظي بالكثير من وقفات التكريم في حياته.
وقدم الدكتور سليمان الشطي المشاركين في الحديث عن القصار وهما د. محمد المهدي والأستاذة الفنانة شيخة سنان.
قدم الباحث الدكتور محمد المهدي ورقته متحدثاً في البداية. الورقة جاءت بعنوان الفنان عبدالله القصار.. الإبداعات والطموح.
تناول الباحث المهندي المرحلة الأولى من حياة القصار قائلاً: ينابيعها القرية المصرية وأصولها الفنية طموحات الشاب الدارس في القاهرة تحاول اللحاق بأساتذة الرعيل الأول أو الثاني للفن في مصر, قد يغريه الحي الشعبي لدراسة مكوناته على طريقة الحسين فوزي أو البناني في المرحلة التعبيرة, وقد يميل إلى أسلوب راغب عياد في لقطة النورج أو الساقية, وقد يتأثر بأسلوب سيف وانلي في التشريح بزوايا هندسية لشخصية شيخ البلد يمسك المسبحة, وقد يلجأ أحياناً إلى التكتيل بأسلوب عبدالهادي الجزار في مرحلة من مراحله.
وأضاف: لكن القصار يذهب أيضاً إلى مدارس الفن الغربي مباشرة التي شكلت أساليب رواد الفن في مصر, فالقرية المصرية فيها عناصر مشابهة لحقول فان غوخ.
وبالتالي نرى التكوينات من جماد وحيوان وإنسان تلفها غلالة رقيقة من ضربات الفرشاة اللولبية الصغيرة, وإن كان ينقصها الضوء المبهر واللون الفاقع والشمس القوية التي حيرت فان غوخ وأضاءت لوحاته وربما أطارت صوابه.
القصار اكتفى بالغلالة واحتفظ وراءها بالساقية والنورج والفلاح والفلاحة, رسم الخطوط الأولية في فضاء القرية المصرية الصعيدية, وفي الأقصر ذات الشمس الحارقة لكنه أكمل اللوحة في المرسم, فجاءت الرمزية الشخصية غالبة للواقع, وتأمل لوحة النورج (1970), لولبيات صغيرة صفراء وبنية تغطي دائرة أعواد القمح والحقول البعيدة, والفلاح قائد حركة اللوحة ومجموعة الفلاحين من بعيد وبقية الكائنات, اللولبيات الصغيرة المتداخلة تؤدي دورها من بعيد, حيث تضيع الأشياء في أعواد القمح الحاضرة الغائبة, بناء متوازن من الجماد والحيوان والإنسان, ألوانها قاتمة تتحدث عن مزاج الفنان أكثر مما تتحدث عن الطبيعة.
وعن الرحلة الثانية في حياة القصار قال: انتقل القصار إلى مرحلته الثانية, وتأمل لوحة »الصياد« من إنتاج العام ,1978 هذه الدوائر المجسمة, هذه العضلات المتكورة هي الإنسان »الصياد« ملقى على شاطئ وربما في قاع, فالأحلام السريالية حالة بين اليقظة والنوم, حالة نعاس أحسن سلفادور داخلي تصويرها, يحيط بالصياد ماء الحياة, وحصاد ضائع, وسلة خاوية, ورشفة ماء, و»لخمة« طائرة, وسمكة قرش لاهية, وطائر رمزي, وقطة تنتظر.. مجموعة رموز تسبح في بحر الانتظار يشع منها الضوء.
ازدحمت الرمزية في هذه اللوحة وخيم الضباب على المعنى, وإن بقيت الصناعة الجيدة يمسك بها الفنان في تمكن, وحينما اقتصرت الرمزية في لوحة »النهاية« على الإنسان في صورة الدمية المفتتة العضلات المنزوعة الأطراف تغرق فيما لا ندري, بينما ينطلق الحصان في أعلى اللوحة بأطرافه الخشبية المنزوعة الحوافر أقوى من كل السفن الغارقة, حينما اقتصرت هذه اللوحة على هذه الرمزية الثنائية أدركنا براعة التكوين.
وحينما اقتصرت أيضاً لوحة »وحش البحار« على الثنائية الرمزية بين الصياد »الدمية« المغرور بيفاعته وانسياب عضلاته, وبين سمكة القرش المتوحشة الرشيقة البارعة, أدركنا على صورة أقوى براعة التكوين.

المرحلة الثالثة
أما المرحلة الثالثة فقال عنها: في المرحلة الثالثة من أعمال القصار, يكاد يقتصر الرمز على موضوع المرأة بعد ان دخلت على اللوحة أضواء اللون الأبيض الساطع, لقد رفعت هذه الأضواء غموض اللون البني بدرجاته في اللوحات السابقة, وكشفت عن هيام الفنان باللون الأحمر بدرجاته, من الواضحة القوية إلى الرقيقة في تداخلها مع نسبة هينة من اللون الأزرق, إلى تحولها للدرجة البنفسجية الهادئة ثم إلى البنفسجية القوية, وظلت المكونات السابقة أدوات في يد الفنان يركبها في تقنية متمسكة, الجسد البشري ظل مفتتاً أو موزع العضلات, واللون المتدرج واكب هذا التوزع, الوجه غير محدد المعالم, الخطوط المنحنية أو المستديرة تعبر عن الخصب, لكنه خصب كقطع الخشب المعشق قبل أن يحكمها الإطار تكاد تتناثر إلى جزيئات كلعبة الأطفال المركبة, والأصابع صناعية تجمع بين رشاقة وحدة المخلب, مفاصل الأصابع تخرج من كوكب آخر أو من مقبرة الرموز لتكتب »الرسالة« القائلة إن لحظة الشوق هي لحظة الشوك, أو تكاد تقول: إن لحظة البدء هي لحظة النهاية.
قلق.
وعن رحلته الاخيرة ختم الباحث قائلا: القصار في هذه المرحلة يطرح نماذجه النفسية على لوحات وتحت ضوء ساطع, ومنها نكتشف خيوط الوصل في داخل الفنان نفسه بين يمينه ويساره او ما يبدو متناقضاً, تعامله مع الطبيعة في المرحلة الاولى كانت محاولات داخل النفس, فجاءت الوانها ايضا ذاتية من داخل المرسم, ومحاولاته في المرحلة الثانية كانت داخل النفس وجاءته الوانها ايضا من داخل المرسم, وجاءت المرحلة الاخيرة لتؤكد تبنيه وهيامه بالمدرسة النفسية الرمزية, وان اضاف اليها الوانا ساطعة من خارج المرسم, واحسن القصار فقدم لنا همزة الوصل في بعض اعماله فرفع علامات التعجب في رحلته الاخيرة.
وجاءت ورقة الاستاذة شيخة سنان بعنوان "الفنان عبدالله القصار شاعر السواحل الكويتية" بداية قالت: عندما نتناول تطور الحركة التشكيلية في الكويت, لا نستطيع اغفال دور الفنان عبدالله القصار (رحمه الله) ومساهمته في تطورها, وذلك من خلال اعماله المتميزة ومعالجته المواضيع المتعلقة بالبيئة الكويتية معالجة ذات اتجاه خاص. فقد تفرد عبدالله القصار برؤية فلسفية استمدها من فكره المتجدد الذي كان يتخطى الاطار المألوف ليحتفظ لنفسه برؤية مميزة تكمن خصوصيتها في بساطة الاسلوب, وتشكيل العناصر والمفردات, يفتح القصار بابداعاته الفنية نوافذ تطل على فضاءات من الغموض يكون سحر الحضارات حاضر فيها, فقد ابهره بناة الاهرامات ومقابر الفراعنة في الاقصر, عندما منح مساحة معرفية لم تمنح لغيره من اقرانه ما اكسبه ميزة التفرد. ولا شك في ان تفرده وتميزه يجعله محطة مضيئة في تاريخ الحركة التشكيلية الكويتية الحديثة.
ان الفنان عبدالله القصار يسعى الى تأصيل جذور فنه في ذلك المزج بين الارض وماء البحر, وفي الوقت نفسه يشغله الموضوع الاخر حينما راح يسعى جاهداً الى التقاط الاصيل من الموضوعات, ليس سعياً وراء تسجيل ما في البيئة بل بحث عن الامكانات التي اتاحها له التفاعل الاصيل في البيئة, ذلك كان الاصل او جوهر الموهبة التي تكون اولاً, ليبقى بعد ذلك التجريب, فالفنان عدو الثبات, دائم الصلة بالحركة, لذلك بدأت علامات التحول الطبيعي المستجيبة لثقافة اللون التي بدأ يكتسبها من متابعته لاقطاب الفن تفاعلاً لا انفعالاً او خضوعاً, وهو وحده ما دفعه الى رحلة البحث عن تأصيل الموهبة الواعدة بالعلم, فدراسته في كلية الفنون الجميلة في القاهرة وحصوله على جوائز التشجيع يذكيان في نفسه روح التجربة مع الاستجابة الحذرة لمتطلبات وشروط الجهد الاكاديمي.
وعن الطفولة والنشأة قالت: عبدالله القصار من مواليد الكويت العام 1941 (فريج سعود), دخل معترك مجال الفن مبكراً وهو في المرحلة الابتدائية ولقي التشجيع من مدرسيه, وفي مرحلة دراسته المتوسطة تعلم الرسم مباشرة من الطبيعة حيث كان يقضي جل وقت فراغه في الرسم في بيت يقع بأحد الاحياء القديمة المطلة على البحر, الذي كان يبيت يراقبه ويرسم مناظره بسواحله وشواطئه. عاش في طفولته ببساطة الحياة في الكويت القديمة, وانعكس هذا في اعماله التشكيلية وكأنه كان يحيي بذلك اغنيات البحارة ونهماتهم وايقاعاتهم في صياغات لحنية بصرية.
كانت ملامح طفولته وصباه هادئة, فقد كان لا يكثر من الحديث, محبوب بين اصدقائه ولكنه عاطفي سريع الانفعال, كما كان خدوماً محباً لوالديه واسرته, تلقى تعليمه في المدرسة المباركية.
وعن التحول في مساره الفني قالت: في العام 1962 أوفدته وزارة التربية في بعثة دراسة لدراسة فن الرسم والتصوير, فالتحق بالقسم الحر في كلية الفنون الجميلة في القاهرة, وسافر معه كل من بدر القطامي وعيسى صفر مبعوثين ايضاً. وهناك عاصر في تلك الفترة مجموعة من الفنانين المبعوثين الدراسين في كلية الفنون الجميلة.
كان لدى عبدالله القصار استعداد فطري وعشق لفن الرسم ساعده على الاستفادة من الاسس والقوانين في فن التصوير, فقد كان متحمساً لتطوير ادائه ولصقل موهبته من خلال الخبرات التي كان يحتك بها, فكان يصب جل جهده للاستفادة من توجيهات اساتذته وهم الحسين فوزي والبناني.. فكان يتفاعل مع تلك المعطيات ويحلق بأداء لوني متميز وأسلوب متفرد لا يخلو من التأثر بفناني الغرب مثل فان جوخ وسلفادور دالي.
ولتفوقه حصل على جائزة مرسم الاقصر العام 1965 ومكافأة تفوق (12 جنيها) مع توفير الادوات والخامات اللازمة (وهي منحة تعطى للمتفوقين) فأقام اربع سنوات اخرى في مصر درس فيها حياة قدماء المصريين وفكرة الخلود وابعاد الرمز التي يعج بها الفن الفرعوني حيث ظهر تأثره بذلك الجو في اعماله.
وختمت ورقتها قائلة: لقد حاول الفنان عبدالله القصار ابراز الجانب الفلسفي لهذه المشاهد فأوجد صياغة تجديدية لعناصر ورموز البيئة, فاعماله: طريق الحصى - وحش البحار - السعلوة - الهودج, ابرزت تلك العناصر المادية, برؤية فنية جديدة ذات قيمة فكرية وفنية مميزة.
يقول الدكتور سليمان الشطي: ان المرحلة الجديدة من فنه نجد فيها سنوات التجربة وقد اندمج فيها الجذر الاول بالعلم, ولا شك في ان العين المتأملة الباصرة مستغنية عن الكلمات المعرفة الواصفة, ولن نجد رهقاً في تلمس هذا الامتزاج الحاصل بين الاصل البعيد والبيئة, ولكن الفنان هنا لم يكتف بالتسجيل او الانطباع العام, انما اخذ يسجل التصور القائم على فكرة ورأي, واذا كانت البيئة هي الحضن للفنان, فانه الآن يسعى الى احتضانها مقدماً دفئاً وعطاء ومحبة. وها هو اللون عنده لم يعد شكلاً بل ايحاء, ولم يعد الموضوع نسباً ومحلاً للبيع, وانما اعتصار لعلاقات تحولت الى رمز يقدم ابعاد لا تحدها الكلمات, فهنا تجسيد لرؤيا فنان صبها بلون موح.
ان عبدالله القصار بتخطيه الحدود المألوفة في المشهد التشكيلي الكويتي, وبتفرده بأسلوب مميز يعتمد على نظرة فلسفية متعقمة للمواضيع التي يتطرق اليها, ومعالجته المتقنة من خلال مفردات تحمل دلالات ومعاني خاصة. كما انه باسباغه غلالة من الغموض والروحانية على اعماله, فهو انما بذلك يدخل ضمن دائرة الفن العالمي. وليس ذلك عليه بكثير, فقد تأثر بالفن العالمي منذ بداية تطوره الفني اثناء الدراسة في كلية الفنون الجميلة, عندما تأثر بالفنان العالمي فان جوخ ورمبرانت وسلفادور دالي, وهو بذلك قد سبق اقرانه بشوط طويل, كما انه كان يسير على نهج خاص به استطاع الوصول اليه باقتناع بعد مراحل من التجريب والدراسة.

موقع الشيخ الروحاني
الشيخ سالم النعماني
00201016080881
لزيارة موقعنا الرسمي
أو عن طريق البريد الالكتروني
https://rwhanyyamny.ahlamontada.com
http://spir.yoo7.com/
https://salmelnoamany.blogspot.com.eg
https://youtu.be/wR_-JqOKwos
https://youtu.be/5iISmJDzFho
https://youtu.be/yWGGJTY1DwA
للإتصال بفضيلة الشيخ /سالم النعماني
من داخل مصر : 01016080881
من خارج مصر : 00201016080881
يمكنكم التواصل مباشرة عبر  الارقام التالية
   واتس اب00201016080881
            وفيبر 00201016080881
                     ايمو00201016080881